أعلنت لجنة الإنقاذ الدولية -وهي منظمة دولية غير حكومية، تأسست بطلب من ألبرت أينشتاين- رفضها لما تسمى "خطة المساعدات"، التي أعلن عنها التحالف السعودي في اليمن، زاعمًا أنّها لمساعدة اليمنيين من معاناة كارثة الحرب، الذي تسبب التحالف نفسه فيها. في السطور التالية ننقل لكم مترجمًا بتصرف، تقرير موقع "The American Conservative" الذي يورد تفاصيل هذا الرفض من لجنة الإنقاذ الدولية، وأسبابه.
تقول أماندا كاتانزانو، مديرة السياسات والدعاوى في منظمة لجنة الإنقاذ الدولية، إن اسم الخطة (المساعدات) هو "مضلل في حد ذاته، وليس شاملًا ولا إنسانيًا"، مُشيرة إلى التناقض في كون أن التحالف السعودي عبر خطته المزعومة، يُقدّم مساعدات لمعالجة الأزمة التي افتعلها هو نفسه.
اعتبرت لجنة الإنقاذ الدولية أن "خطة المساعدات" التي أعلنت عنها السعودية لليمن، "مضللة" و"غير إنسانية"
وأضافت أماندا كاتانزانو، أن "الأزمة الحادة الواقعة في اليمن، تحتاج إلى أكثر مما يبدو أنه خطة عمليات لوجستية، مع مبادرات رمزية للمساعدات الإنسانية ".
اقرأ/ي أيضًا: مسرحية المساعدات السعودية لليمن..أوقِفوا القصف أولًا!
وكما يشير البيان الصادر عن لجنة الإنقاذ الدولية، فإن خطة المساعدات المزعومة، "تفشل في القيام بالكثير من الأمور الضرورية لتخفيف معاناة المدنيين في اليمن"، مُشيرةً إلى أنّ الحصار الذي يفرضه التحالف السعودي، باعتباره سببًا رئيسيًا في تفاقم الكارثة التي تجتاح البلاد.
ولفت البيان إلى أنه إذا ما كانت ثمة نية حقيقية لتخفيف الأزمة في اليمن، فلابد من أن تُفتح كافة الموانئ، خاصةً ميناء الحديدة المحاصر من قوات التحالف السعودي. علمًا بأنّ العمليات الإنسانية الشاملة في اليمن، أُتيح لها 30 يومًا فقط، وهذه مدة، وفقًا للجنة الإنقاذ الدولية، لن "تُحذث سوى تأثير ضئيل على أرض الواقع".
ويعود بيان المنظمة للتأكيد على أنّه إذا ما كانت السعودية جادة بشأن المساعدات وتخفيف الأزمة، فعليها رفع الحصار فورًا دون إبطاء. وهو الحصار الذي يتسبب في تجويع ما لا يقل عن ثمانية ملايين يمني، وحرمانهم من العلاج والمياه الصالحة للشرب. إنّه حصار يُفاقم كارثة وصفت بأنها الأسوأ في العالم منذ نصف قرن.
ولا يبدو أن السعودية جادة في معالجة الأزمة التي صنعتها يدها، لكنها تحاول أن تضلل العالم بعكس ذلك، عبر خطة المساعدات المزعومة.
ووضعت خطة المساعدات السعودية، بهدف إعطاء الانطباع بأن السعودية مهتمة بتدارك الكارثة التي تسببت فيها. وببساطة هذا غير صحيح، وعليه فإن التقارير الساذجة حول "الجهود" السعودية في "تقديم المساعدات"، تضر بشدة في قضية الاستجابة الفعالة للأزمة الإنسانية في اليمن.
وقد لفت بيان لجنة الإنقاذ الدولية لذلك، عندما قال إن الخطة السعودية ستقلص إمكانية الوصول للمدنيين اليمنيين المحتاجين للمساعدة، وستحدث أوجه حصور جديدة، من شأنها إبطاء الاستجابة الفعالة مع الأزمة، وستمنع المعونات التي يحتاجها اليمنيون حقًا من الوصول إليهم، بدعوى أن خطة المساعدات السعودية كفّت ووفّت، وهو أمر غير صحيح البتّة.
وبحسب البيان، فإن هذه الخطة السعودية، قد تؤدي إلى "تسييس المساعدات الإنسانية بشكل خطير من خلال فرض رقابة مفرطة المساعدات والمعونات"، رقابة يتحكم فيها طرف في الحرب اليمنية، هو السعودية وتحالفها.
قد تؤدي خطة المساعدات السعودية المزعومة، لتسييس المساعدات الإنسانية لليمن بفرض رقابة مفرطة عليها من قبل طرف في الحرب هو السعودية
ولا يزال التحالف السعودي مستمرًا في حربه التي بدأها منذ 2015، والتي يقول إنها ضد المتمردين الحوثيين، رغم أن غاراته قتلت مئات المدنيين، واستهدفت مساجد ومدارس ومؤسسات مدنية، فضلًا عن الحصار الذي يفرضه على البلاد، والذي يتضرر منه المدنيون في المقام الأول.
اقرأ/ي أيضًا:
ابن سلمان يستخدم سلاح المجاعة لتدمير اليمن.. نازيّة جديدة والجوقة تصفّق!